بواسطة الرياح
إن أي مسافر أو رحاله يجتاز نطاقا صحراوية سرعان ما يتبين أن الرياح لابد وأن تكون بذات أهمية كعامل في تشكيل سطح الأراضي الجافة . ولا شك أن العواصف الترابية الصغيرة الدائبة الهبوب في الصحاري والتي تنشأ عن تيارات هوائية صاعدة أو هابطة محلية ، (رياح الجنوب) في ليبيا ، والهبوب في السودان وغيرها من رياح الصحاري الساخنة المتخمة بالرمال وبسحب الغبار ، التي تملأ الجو فتتعذر معها الرؤية لأمتار قليلة ، كل ذلك قد ترك انطباعا قويا في أذهان الدارسين الأول للأشكال الأرضية في الصحاري ، وجعلهم يقيمون الوزن كله لأنماط الهواء المتحرك كعامل مورفولوجي في الصحاري ، بينما لم تحظ الفيضانات العارضة الفائقة القدرة بما تستحق من دراسة واهتمام .
وبالمثل فإن بحار الرمال الكبرى ، وهى نتاج عمل الرياح كعامل نقل و ارساب قد شدت انتباه البحاث منذ البداية . ومن هنا تأصل الاعتقاد العام البعيد عن الصواب بأن الصحراء النموذجية هي أرض الكثبان الرملية المترامية الأطراف حقيقة أن الصحراء تحوى من العروق و الغرود المنفردة ما تصل أبعاد كل منها مئات الكيلو مترات وتعطي مساحات تبلغ آلاف الكيلو مترات المربعة ، لكن قد تبين أن بحار الرمال لا تشغل من سطح الصحاري العالمية سوى العشر (10%) فقط بينما تشغل الحمادة والرق ، وهى أصقاع صخرية قد تحوى رمالا لكن بكميات صغيرة ، نحو 90% من جملة مساحة سطح الأراضي الجافة في العالم .
دور الماء والرياح في عمليات تشكيل سطح الأرض
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق